كلمة المدير في حفل تخريج الفوج التاسع والستين 3.6.2023
الحفل الكريم، أسعدتم مساء.
“مَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ.” (2 كورنثوس 9: 6)
و “الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج.” (مزمور 126: 5)
نلتقي في هذا المساءِ على بيدرِ الحصادِ المباركِ، لنتشاركَ معًا فرحةَ اختتامِ المسيرةِ الطويلةِ العريضةِ، التي تعاهدنا وتكاتفنا وعملنا جميعًا من أجلِ تحقيقها، لبناءِ الأجيالِ الناشئةِ، حتى نقودَهم بنعمةِ الرّبِّ وحكمتِه إلى حياةٍ أَفضلَ، تُساهِمَ في تكوينِ الشخصيةِ المُثلى لكلِّ خريجةٍ وخريجْ، ليعيشوا حياةً مثمرةً كريمةً ومباركةْ، خادمينَ محيطَهم ومجتمعَهم بكلّ أمانةٍ وحبٍّ، لخيرِ الإنسانيةِ، ولمجدِ الرّبِّ. نثقُ أنه بالإيمانِ الراسخِ، بالمحبّةِ الفيّاضةِ، بالتربيةِ السليمةِ للحياة وبالتعليمِ الصحيحِ، نستطيعُ معًا تغييرَ واقعٍ أليمٍ عنيفٍ في مجتمعِنا، فنعملُ معًا على ردِّ سبيِ هذا المجتمعِ الطيّبِ من قِبَلِ زُمَرٍ صغيرةٍ، تعمل بالترهيبِ والترويعِ، بلا وجدانْ وبلا ضميرْ، من أجلِ مكاسبَ غيرِ شرعيةٍ، هادمةٍ لبيوتٍ ومجتمعاتْ.
أومن أننا بنعمةِ الإيمانِ والتربيةِ السليمةِ، نستطيعُ أن نعيدَ مجتمَعَنا إلى إنسانيتِهِ، أو على الأقلِ، أن نكونَ نحنُ ضميرَ الإنسانيةِ المتكلمَ في مجتمِعنا، وصوتَ الله المُحَذِّرِ من الشرِّ والموجّهَ للخيرِ.
حفلُنا هذا المساءْ، ما هو إلا ثمرُ عملٍ مشتركٍ لجميعِ الأطرافِ المدرسيةِ مشكورةً، لذلك باسمكم أيها الخريجاتَ والخريجينْ الأحباءْ، أشكرُ الأهالي الكرامَ على سهرِهم وصلواتِهم لأجلِكم، وأقدّرُ تعبَ محبةِ وتضحيةَ زميلاتي وزملائي في العمل المدرسيّ والتربيةِ والتعليمِ والقيادةِ التربويةِ في كلِّ مراحل حياتِكم في هذا الصرحِ المباركِ، وأحيي مجلسَ الأمناءِ على رعايتِه الحكيمةِ المسؤولةِ، من أجل متابعةِ تحقيقِ رؤيا ورسالةِ المدرسةِ. فشكرًا لكلِّ العاملين والداعمينَ. بورِكتُم.
أيها الأعزاء
للمدرسةِ المعمدانيةِ مكانُها الخاصُّ في ريادةِ المؤسساتِ التربويةِ، ولها إنجازاتُها الرائعةُ على مدارِ السنواتِ الطويلةِ، وإنّ أهمَّ إنجازٍ على الإطلاقِ، تُقدّمُه مدرستُنا على مرِّ السنواتِ، هو هذه النجومُ المتلألئةُ اللامعةُ من مواكب الخريجاتِ والخريجينَ، نجومٌ مُشعةٌ بالقيمِ والأخلاقِ والعلمِ والإنجازاتِ، وفي هذه السنةِ نكللُ في تخريجنا واحدًا وسبعين أميرةً وأميرْ، بتاجِ البلوغِ، لمتابعةِ المسيرةِ نحوَ السعادةِ والامتيازِ، نحو الحياةِ الفيّاضةِ، نحو الكمالْ.
تعملُ المدرسةُ في كلّ مراحلها التعليميةِ، على بلورةِ منهجٍ خاصٍّ بالتربيةِ للحياةِ والسلامِ، وقد قمنا بتطبيقِ بعضِ الخُطُواتِ الأوليّةِ في هذا المضمارِ الهامّْ. كما وتهتَمُ المدرسةُ سنويًا بالعملِ على تطويرِ البُنى التحتيةِ، الرقميةِ والفيزيائيةِ، في كافةِ مرافقِها. وفي مضمارِ المسابقاتِ الرفيعةِ، حصدت المدرسةُ مؤخرًا شهادةً قيّمةً، شهادةَ المدرسةِ المثابرةِ في الأبحاثِ العلميةَ والتكنولوجيةِ في مجالِ الماءِ من جامعةِ تل ابيب، التي تتبنّى مسابقةَ ستوكهولهم العالميةَ للماءِ، كما وانضمتِ المدرسةُ لأولِ مرةٍ في هذه السنةِ لمسابقةِ وزارةِ التربيةِ والتعليمِ في مجالاتِ مهاراتِ الهايتك، وقد انجزَ طلابُنا كلّ المهام المطلوبة بامتياز في مسابقة “طائرة بدون طيار”، وضمنت المدرسة مكانها في المسابقة الختامية، كما وتتربع المدرسة في كلّ من المرحلتين الابتدائية والثانوية في نهائيات مسابقات الرياضيات في مشروع “غرفة الهروب”، فنرجو للفرق المُشاركة في المسابقات التوفيق في المرحلة الأخيرة.
أما بخصوص نتائج البجروت، فيؤكد آخر نشرٍ لوزارة التربية والتعليم عن نتائجِ البجروت والخاص بسنة 2021، على ريادةِ المدرسة المتجلية في كلّ المعايير، كنسبة استحقاق شهادات البجروت، ونسبة الطلاب المتقدمين لخمس وحدات في اللغة الإنكليزية والرياضيات، كما وتألقت في ريادة المدارس الثانوية، إذ بلغت نسبة الطلاب الحائزين على امتياز في معدل البجروت للفوج السابع والستين نسبة 54.9 %. وهذه الشهادات تعتبر شهادات بجروت بأعلى المعايير، لتحتل المدرسة المرتبة السادسة بين كلّ المدارس العربية في البلاد (وأغلبهم مدارس انتقائية من الصف التاسع)، والمرتبة العشرين بين كلّ المدارس اليهودية والعربية في البلاد. وبخصوص خريجي فوج ال 68 (فوج السنة الدراسية الماضية 2022) والفوج الحالي، فوج ال 69، والتي لم تصدر بعد نتائج رسمية مُلَخِصة بهذا الخصوص، ولكن بكلّ ثقة نستطيع القول إن المدرسة تميزت بترجمة قيم النزاهة والاستقامة التي تعززها بين طلابها على أرض الواقع، الأمرُ الذي أثمرَ نتيجةَ “صفر دفاتر مشكوك فيها”، صفر غش، أي 100% نزاهة في كلّ امتحانات البجروت، وعليه نحيي الخرجين والخريجات على الالتزام بهذه القيم المُشرّفة.
أيها الأحباء، الخريجات والخريجين:
نحتفي هذا المساء بكلّ منكنّ ومنكم، في احتفال تخريج، بل تتويج مبارك، إذ أتممتم مسيرة حياة تربوية وتعلُميّة غنية بالحياة النابضة، والقيم والمعرفة والتوجهات الطيبة والانجازات الثمينة، وصرتم قادرين على اتخاذ القرارات الحكيمة لحياة عملية ناجحة تخدم مجتمعكم وتمجد الرّبّ.
هذا الاحتفال هو قمة الاعلان والتصريح من قبل مدرستكم، أنكنّ وأنكم، صرتم واعين وناضجين وأصحاب مسؤولية كاملة، للتعامل مع دقائق أمور الحياة وتحديات المستقبل، مع دوام الحاجة لطلب المشورة في كلّ حين، ممن تعتبرونهم قدوة وأكْفاء للتمُثل بهم.
أحبائي، أعجبتني الحكمة في قول أحدهم: “أنّ الفرق بين ما أنت عليه الآن وبين ما تريد أن تكون، هو ما تفعله.”
وقالت إحداهنّ: “أنت المنتج والمخرج والممثل في مسرحية حياتك، وأنت أيضًا كاتب السيناريو، والسيناريو يُكتب مع مسيرة الحياة. فهل تعلم ما يعنيه هذا الأمر؟ يعني أنك تستطيع أن تُغيّر أحداث السيناريو في أي وقت تريد، فلا تنسى. أنت الممثل وكاتب السيناريو، فإذا لم يُعجبك المشهد، غيّره. حقًا، إنك تملك قوة عظيمة لتغيير حياتك، وقد لا تدرك حقًا مقدارها”.
في الحقيقة، أعطانا الرّبّ برحمته ونعمته كمية هائلة من الطاقة لتغيير مسار حياتنا دومًا نحو الأفضل، وقلّما نُدرك ذلك. أنتم اليوم في نقطة انطلاق رائعة لتكتشفوا الحياة بكلّ جوانبها وتوجهاتها وتحدياتها، لتقودكم يدّ الرّبّ في توجيه سيناريو حياتكم على أفضل وجه، فللرب خطة رائعة لحياة كلّ منكن وكل منكم.
تذكروا أن أعظم الهدايا التي باركناكم بها نحن كمدرسة وكأهالي، هي مساهماتنا بما صرتم عليه اليوم. نرجو لكم أن تعيشوا في سلام وكرامة وتحقيق رسالة حياة كلّ واحد وواحدة منكم ومنكنّ.
“وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُم… وَكُونُوا شَاكِرِينَ.”
نرجو لكم دوام التوفيق،
فأنتم القادة الجدد لمجتمعنا الطيب، وأنتم بوصلة المجتمع لمستقبل أفضل.
دمتم في روعتكم وروعتكنّ. دمتنّ ودمتم في المحبة.
أحبائي… دمتم ملحًا للأرض ونورًا للعالم.
تخريج مبارك.
محبتي احترامي
عزيز دعيم