لقاء مميز وذكريات لخريجة الفوج الأول

لقاء مميز وذكريات لخريجة الفوج الأول

 

لقاء مع السيدة باسمة يوسف سوطي، خريجة الفوج الأول في المدرسة المعمدانية، الناصرة.

اليوم أنا 87 سنة وبادية في الــ 88، اسمي مسجل في المدرسة باسمة عيسى. والدي من كفركنا ووالدتي من الناصرة. ترك جدي كفركنا، وسكنّا في طبريا، كلنا ولدنا في طبريا. كان والدي، يوسف عيسى جرايسي (أبو عيسى)، رجلًا من محبّي الإيمان، وكان مختار طائفة الروم في طبريا، واشتغل في الطابو، وكانوا يسمونه “أبو الغلابى”. كان يوصل التبرعات التي تصله لكلّ محتاج، ربّنا يطوّل بعمره، وكان مضحّيًا ومعطاءً. كان عدد أفراد عائلتي 11 فردًا، الأهل و9 أولاد، 5 صبيان و4 بنات، وأنا كنت الخامسة.

عندما جئنا إلى الناصرة كنت في الصف السادس ولم أدخل المدرسة. وفي السنة التي تلتها دخلت مدرسة حكومية وسُجلت في الصف السادس أيضًا. في ذلك الحين ابتدأت المدرسة المعمدانية ترسل رسائل من الإرسالية بأنها تعمل لافتتاح مدرسة مسيحية. ففرح والدي لهذا الأمر وأرسل خمسة من أولاده للمدرسة المعمدانية، مع أن الكثيرون اعترضوا على ارساله أولاده لمدرسة إنجيلية تبشيرية، فكان يجيبهم “نحن نريد أن نربّي أولادنا على الإيمان”. وهكذا دخلنا المدرسة المعمدانية بعد سنة من تأسيسها، أنا باسمة وأربعة إخوتي: ابتسام، جهاد، فؤاد وجورج وكان ذلك سنة 1950 وقد كنت أكبر واحدة فيهم. وتخرجت من الصف الثاني عشر في الفوج الأول – تخريج سنة 1955م.

كانت المدرسة بجانب كنيسة الروم، في الصعود على الدرجات في اتجاه المقبرة، المبنى على اليمين. كان هنالك ساحة كبيرة جدًا، كنا نلعب كرة سلة.

وقد عاهدت في فترة دراستي: أولجا كردوش، نهيل جريس (المديرة) وأختها جورجيت (معلمة) وبطرس قعوار، والمديرة الأمريكية مِس كوان.

وكان ممن تعلموا معي في حينه من دار معلم، وجرجورة، وخوري (رياض)، يسرى الناصر (أخو سعيد ناصر – مطرب)، ودار ورور، وعفاف خوري (ابنة عم رايق جرايسي). كنا 10-12 طالب/ة في صف سادس. كان في المدرسة طلابًا من صف بستان حتى سادس.

أتذكر فيما أذكر:

كانت المدرسة المعمدانية تُعتبر مدرسة تبشيرية، وما زلت أتذكر جوّ العظات الصباحية التي كان يُقدمها كلّ صباح يوم دراسي أشخاص منهم: ميرسي/ بيكي/ دكتور بيكر وذلك بعد إعطاء التعليمات.

وأتذكر أنه عندما كنت في الصف التاسع، كانت المدرسة بحاجة لمعلم لغة إنكليزية، وكان في المدرسة طالبًا قد التقى “صُدفة” في القدس مع شاب أمريكي، وأخبره أن المدرسة بحاجة لمعلم لغة إنكليزية، وكان اسم الشخص الأمريكي فرانك كيري، وقد كان ملتزمًا بخطبة فتاة أمريكية، فأرسلت المدرسة وأحضرت له خطيبته. فعلّم اللغة الإنكليزي ومواضيع أخرى لفترة ما في المدرسة. كانت لديه محبة كبيرة للتعليم وكان مؤمنًا طيبًا وكانت حياته تشهد عن ايمانه بالرّبّ.

وقد كان في المدرسة مجموعات تسمى منظمة، وكنا طلاب الصف الحادي والثاني عشر مسؤولين عن مجلة مدرسيّة. وكانت تحوي رسالة من المدير والمسؤولين وعظات.

كما كان هنالك تدريب عملي وفترة كنيسة ساعة من الزمن في كل يوم. وكنا نحضر الكنيسة في كلّ يوم أحد من الساعة الحادية عشرة حتى الثانية عشرة. وكانت فترة تشابيل في المدرسة كل يوم صباحًا وكان الجميع يحضرونها، وكانت تشمل: صلاة، تراتيل ووعظة قصيرة، ثم نتوزّع على الصفوف.

كانت مدرسة ممتازة وأبي كان إنسانًا منفتحًا دينيًا (وكان دائمًا يسمح لي بالذهاب للكنيسة كل ما رغبت) ومع ذلك لم يرضَ أن أشتغل خارج البيت، ولكن بعد سنتين سمح لأختي أن تتعلم بعد الثانوية وأصبحت معلّمة.

بعد تخرجي من المدرسة الثانوية، تزوجت من عضو الكنيسة ادوار سوطي، في الكنيسة المعمدانية سنة 1957. وفي سنة 1960، دُعي زوجي لبدء خدمة الكنسية المعمدانية في مدينة عكا. درسنا اللاهوت في مدينة حيفا وبعدها ارسلت الارسالية المعمدانية زوجي لسويسرا سنة 1967 وأنا حُبلى بابننا الخامس، يوسف. وقد قمت خلال السنوات الثلاثة التي قضاها بالتعليم في خارج البلاد بالاعتناء بالكنيسة المعمدانية إداريا، وأيضا بخدمة مدرسة الاحد واجتماعات النساء، بمساعدة القس الدكتور بيكر والأخ ابو داني وغيرهم…

(توثيق لجزء من مقابلة مدير المدرسة، د. عزيز سمعان دعيم مع السيدة باسمة سوطي، خريجة الفوج الأول. تمت المقابلة يوم 15.9.2021.).