الرئيسية / غير مصنف / كلمة مجلس أمناء المدرسة المعمدانية في الناصرة

كلمة مجلس أمناء المدرسة المعمدانية في الناصرة

كلمة مجلس أمناء المدرسة المعمدانية في الناصرة، في حفل تكريم الذين خرجوا للتقاعد يوم الجمعة 27.05.2022

حضرات المربّين والموظفين المتقاعدين،

المربيات والموظّفات المتقاعدات الأعزاء

حضرات المدراء والمدرسين والموظفين الأفاضل

الضيوف الكرام

باسمِ مجلسِ الأمناءِ نباركُ لكم وصولَكم إلى سنِّ التقاعدِ راجين سيّدنا يسوع المسيح أن تكونوا في أحسنِ حالٍ، مئتزرين بثوبِ الصحّةِ والعافيةِ. إنّنا نقدّمُ لكم أسمى آياتِ الشكرِ، وأجملَ باقاتِ من المحبّةِ والعرفانِ لجهودِكم التي بذلتموها في هذا الصًرحِ.. المدرسة المعمدانيّة. إذ إنكم غرستم كلَّ خيرٍ، وكلَّ فضيلةٍ بينَ الطلابِ والزملاءِ خلالَ سنواتِ عمرِكم التي أفنيتموها هنا، في عملِكم بينَهم.

أساتذتنا، أستاذاتنا والموظّفات الكرام، إننا اليوم، إذ نتوجّه بالتكريم إليكم، إنّما نتوجّه إليكم بتحيّة التقديرِ والاحترامِ لمرحلةٍ مِنْ مراحلِ عَطائكم الذي استقى سنواتٍ مِنْ عُمرِكُمْ تميّزت بالتضحية في سبيل أداء الأمانة، وإنّ أقلّ التفاتة شُكرٍ تقدمُ لكم، هي الاحتفالُ بكم و تكريمُكم في حفلٍ يحضرُه أفراد عائلاتكم وزملاؤُكم الذين لا يزالونَ في هذه الخدمةِ الجليلةِ.

لكلّ واحد منكم كان دورٌ كبيرٌ في مدرستنا، وقد أتممتموه على أكملِ صورة: فأنتم أيها المربّون والمربّيات كان لكم دورٌ في نقلِ المعرفةِ والمعلوماتِ المُختلفة، لأنكم بمثابة المزوّد والناقل الأوّل لها وبالشكل الصحيح. لقد زرعتم في القلوب حبَّ العلم. ولم يقتصر دورُكم على التدريسِ فقط، بل شمل أيضًا التربيةَ الأخلاقيّةَ، وتقديمَ المساعدة ِوالاهتمامَ بالطلابِ. كما خلقتُم البيئةَ الصفيّةَ المناسبةَ، والتي تُعتبرُ من أهمِّ الأدوارِ التي يؤدّيها المُعلّم، حيث يؤثّر بذلك على الطلاب وعلى مستوى الإنجازِ لديهم داخلَ غرفةِ الصفِّ.

أمّا أنتم أيها الموظّفاتُ والموظفين فلقد بذلتم مجهودًا كبيرًا نحوَ الطلابِ والطالباتِ، إذ دائمًا ما حرصتم على أفضلِ إداءٍ نحوَهم، ونحو كلّ الطاقمِ، ممّا أعطى دفعةً كبيرةً باتّجاه النجاحِ، كما أنكم حرصتم دائمًا على تقديمِ كلِّ ما هو رائعٌ ومُفيدٌ، وقمتم بالدعمِ المستمرِّ لهم. عملتم بصبرٍ رغم مشقّةِ وصعابِ الطريقِ، فأنتم من خيرةِ من عملَ في هذه المدرسة.

لقد أدّيتم جميعًا الأمانةَ، وحقّقتم الرسالةَ على أكملِ وجه، وسجّلتم بَصماتٍ يشهدُ لكم بها تلاميذُكم وزملاؤكم، فعملتم بجُهدٍ ولم تعرفوا الكللَ ولا المللَ. فتأكّدوا أيها الأفاضلُ أنّ من سعيتم في تعليمِهم وتقويمِهم وتهذيبِهم ومساعدتِهم لن ينسوا جهودَكم، ولن ينكروا فضلَكم، وسيحملون لكم في قلوبِهم دومًا مشاعرَ المحبّةِ والشكرِ.

إنّ فضلَكم هذا، ورائحة عطائِكم لا يُقدّر كلّ منهما بثمن، وسيبقى ممتدًّا عبرَ الأجيالِ، إذ لا يمكنُ للزمنِ أن يطوي نسيانَهم، وستبقى البصمةُ والأثرُ الكبيرُ والذكرى عبرَ السنين. وستبقى شهاداتُهم في حقّكم وسامًا فخرِيًّا يُتوجُ سِنينَ حياتِكم.

حقًّا إن الكلماتِ تعجزُ عن الشكرِ، وأننا لا نجدُ من الكلامِ ما يعبّر عمّا نكنّه لكم من مشاعرِ العرفانِ، فنقولُ لكم بكلِّ صدقٍ شكرًا بلا حدودٍ، ولنا الامتنانُ الكبيرُ في قلوبِنا لكلِّ شخصٍ فيكم، فأنتم جميعًا تستحقّونَ الثناءَ، فلولاكم لم تكن مدرستنا لتصلَ إلى ما هي عليه من أفضلِ المراتبِ، ولولا جهودُكُم لما كان للنجاحِ أيّ وصولٍ، ولما تحقّقت الأهدافُ. فأنتم أساسُ رفعةِ هذه المدرسة وأساسُ تقدِّمها.

أعزاءَنا!

إن الحياةَ بعدَ التقاعدِ عمرٌ جديدٌ يكشفُ لكم عالمًا كنتم غائبون عنه، فهيّا لاكتشاف هذا العالم. إنها فترةٌ ممتعةٌ بشكلٍ خاصٍّ، ففجأة، كلّ أحلامِ المستقبلِ، أصبحت في راحة يدكِم. فالآنَ حان الوقتُ للاستمتاعِ والراحةِ وممارسةِ الهواياتِ، ولا حاجةَ لمطاردةِ الزمنِ، إنّ كلّ الوقتِ بانتظارِكم، عليكم فقط اختيارَ ما الذي تحلمون لتحقيقِه، فانطلقوا بقوًى جديدةٍ، واكتشفوا عالمًا كاملًا جديدًا، استغلّوا اللحظاتِ الجميلةَ خيرَ استغلالٍ، وتعرّفوا كيف تستمتعون بها. وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ إِلهِنَا عَلَيكم، وَليثبت عَمَلَ أَيْدِيكم.

ما أصعبَ لحظاتِ الوداعِ، وما أقساها، خاصّةً لإنسانٍ تحبُّه، فكيف إن كان هذا الإنسانُ قد منحك من وقتِه وجهدِه وعلمِه وتجاربِه الكثيرَ في سبيلِ تعليمِ وتثقيفِ الأجيالِ.. يعزُّ علينا فراقُكم فلن نقولَ لكم وداعًا، بل ستبقى الذكرى وصورُ المحبّةِ شامخةً في الذاكرة.

صلاتُنا الدائمةُ أن يمتِّعَكم الربُّ بالصحّةِ والعافيةِ، وأن ينيرَ دربّكم ويوفّقَكم في الآتي من حياتِكم، مع تمنيّاتِنا بحياةٍ سعيدةٍ ورغدة.

مباركٌ عليكم التقاعد. دمتم بكلِ خيرٍ مع سلامِ الله الذي يفوق كلَّ عقل.

وبركة الهنا تغمركم فهِيَ تُغْنِي، وَلَا يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا.

تقديرنا واحترامنا

ليديا جريس – عن مجلس الأمناء

شاهد أيضاً

أهالي طلابنا الأعزّاء، أمسية “حوار وتقارب” بانتظاركم مساء يوم الجمعة 17/5 في تمام السادسة والنصف

أهالي طلابنا الأعزّاء، أمسية “حوار وتقارب” بانتظاركم مساء يوم الجمعة 17/5 في تمام السادسة والنصف. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *